بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

كيف تكتب رواية ...


كيف تكتب روايه في 100 يوم او اقل تأليف جون كوين ترجمة محمد عبدالنبي
مقدمة المؤلف
مقدمة المترجم
لا بدّ أن عنوان هذا الكتيب سيكون مُضحكاً للكثيرين، فالواحد لا يتصور أن بوسعه كتابة رواية خلال مئة يوم أو أقل كما يشير العنوان. والحقيقة أن الكتاب يحوي مئة وواحد نصيحة صغيرة، تتعلق بجوانب مختلفة من عملية الكتابة السردية وخصوصاً الروائية، بعضها أمثلة تستحق الاحتذاء أو مقولات في صميم العملية الإبداعية أو إرشادات ذات طابع عملي خالص. وقد كتب بعضها ـ وجمع بعضها الآخر ـ “جون كوين” وهو كاتب ُمتخصص في روايات الرعب أو تلك التي تدور حول لعبة الجولف التي يعشقها، وقد بدأ حياته المهنية مساعداً للاعبي الجولف في أحد النوادي وهو ابن العاشرة. وقد ألف أكثر من خمس وعشرين كتاباً بين روائية وغير روائية، بما في ذلك عدد من روايات الرعب ومجموعة قصص قصيرة مختارة. نشرت النصائح مرتبة بترتيب الأيام على أحد المواقع المعنية بشؤون الكتابة والتي يشارك جون كوين في تحريرها. وإذا ما استبعدنا ما يثيره عنوان هذا الكتيب وتوجهه من دهشة أو تهكم، فما أحوجنا في العالم العربي إلى هذه النوعية البسيطة من الكتابات البسيطة الموجهة للمُبتدئين أو للكتّاب الشباب أو الروائيين بالإمكانية لا بالفعل. فطالما كتبنا وقرأنا عن تاريخ الفنون السردية، نصوصها ونقدها ونظريتها، لكن

ما أقل الكتابات المتاحة باللغة العربية حول الكيفية والحرفة والصنعة، ربما نتيجةً لما توارثناه جيلاً بعد جيل من أفكار تكاد تكون غيبية حول دور العبقرية الفردية والموهبة الفطرية، إلى آخر تلك المفاهيم التي تُعوّل على السليقة والفطرة الإبداعية أكثر مما تعوّل على العمل والجهد واكتساب التقنيات والأدوات. لكن ها نحن نشهد يوماً بعد يوم تراجع أغلب تلك الأفكار، ليحل محلها ـ لدى الشباب خصوصاً ـ الاعتقاد بضرورة التعلم واكتساب الخبرات بالممارسة والتجريب، ونراهم يبحثون عن مثل تلك النصائح والتوجيهات في الكتب والدراسات القليلة المتاحة، وكذلك بالطبع على مواقع الانترنت التي تكتظ بمثل تلك الصفحات المخصصة لتعليم كل شيء من أول: كيف تصنع قنبلة في منزلك، وليس انتهاءً بكيف تكتب رواية في مئة يوم أو أقل. وجون كوين هنا لا يفعل ـ أغلب الوقت ـ إلا أن يجمع النصائح والإرشادات من هنا وهناك، مُستلهما تجارب وأقوال أساتذة الصنعة الكبار. وربما وجد القارئ الخبير بفن الرواية وبكتابتها بعض نصائحه أموراً بديهية من العبث تكرارها أو التأكيد عليها، إلا أن هذه النصائح ذاتها قد تكون مجهولة تماماً لدى آخرين. وأخيراً فإن بعض الأيام ـ وخصوصاً آخر 15 يوماً ـ ستبدو أكثر ارتباطاً بنظام النشر في العالم الغربي، حيث يتوجب على كل كاتب أن يجد له وكيلًا أدبياً يمثله لدى دور النشر لكي يستطيع التفرغ للكتابة وترك هموم المال والمساومات لهذا الوكيل. وإن لم ننتفع كثيراً بتلك الإرشادات الأخيرة نظراً لاختلاف آليات النشر لدينا في العالم العربي، فإنها على الأقل قد تساهم في تطوير مواقفنا من آليات صناعة الكتاب وعالم النشر، إلى جانب تعريفنا بما يحدث هناك على الجانب الآخر،على سبيل الفضول لا أكثر ولا أقل
كم من المرات انتهيتَ من قراءة رواية ثم قلت: "كان بوسعي كتابة مثل هذه." أتعرف شيئاً؟ أنت على حق. إنني أؤمن أننا جميعاً نحمل رواية واحدة على الأقل في عقولنا أو قلوبنا. وقد عبّرت الروائية "توني موريسون" عن هذا الأمر قائلة: "إذا كان ثمة كتاب تتوق حقاً لقراءته لكنه لم يوجد بعد، فعليك أن تكتبه بنفسك". ومع أن تأليف كتاب ليس بالمهمة اليسيرة، يصدر في كل يوم كتابٌ جديد.
في عام 1996 ووفقًا لموقع Books in Print [الذي يرصد كل ما يُنشر بالإنجليزية تقريباً] فقد صدر في طبعة ورقية 1.3 مليون عنواناً. وفي العام نفسه بلغ عدد الكتب الصادرة في الولايات المتحدة فقط 140 ألف كتاب. وهكذا، فلماذا لا يكون كتابك من بينها؟

ما الذي تحتاج إليه؟
أعتقد أنه إذا كان بوسعك أن تكتب جملة إنجليزية بسيطة (فعلى كل حال هكذا كان يكتب إرنست هيمنجواي)، وإذا كنت مُنتبهاً للعالم المحيط بك، وتريد أن تكتب رواية يمكن بيعها ـ أي أنك ترغب في هذا رغبة حقيقية، وليس مجرد أنك قد تجرب هذا ـ فيمكنك عندئذٍ القيام بهذا. لا أظن أن أي شخص يمكنه أن يصير كاتباً بحضور دورة كتابة، أو بقراءة كتاب ٍما، أو حتى بقراءة النصائح التالية. الكتابة تنبع من شيء داخلي وذاتي في كل كاتب. ومع ذلك فمن شأن النصائح التالية أن توفر عليك بعض الوقت، أن توجهك نحو الاتجاه الصحيح، وأن تساعدك على كتابة روايتك في 100 يوم ٍأو أقل.

أهذا ممكن؟
إنه يؤتي ثماره. فلقد جربته بنفسي مراتٍ عديدة.
أعلم ماذا يعني أن تنتزع ساعة أوساعتين من نهارك (أو ليلك) من أجل الكتابة. ليس من السهل أن تكتب رواية، وخصوصاً عندما يكون لديك عمل بدوامٍ كامل، وأسرة ومسؤوليات، ولكنها مهمة ممكنة مع ذلك. أغلب الكتاب في حقيقة الأمر عليهم أن يمارسوا حياتين بينما كانوا يكتبون روايتهم. ولكن ما أن تنجح في بيع روايتك الأولى فربما تصير عندها في موقع يتيح لك أن تترك وظيفتك وتكرس بقية حياتك للكتابة بدوامٍ كامل.

لقد فعلها كبار الكتّاب من قبلك
نعم، لديك وظيفة. نعم، لديك أسرة. لكن أياً من الأمرين لم يستطع أن يعيق كبار الكتاب في ما مضى. كان الشاعر والاس ستيفن نائب رئيس شركة تأمين وخبيرا في سوق السندات المالية. كان تي إس إليوت الشاب مصرفياً، وليام كارلوس وليامز كان طبيب أطفال، روبرت فروست كان مربياً للدواجن، هارت كرين كان يحزم علب الحلوى في مستودع أبيه، وكان يكتب له الإعلانات والدعاية، ستيفن كرين كان مراسلاً حربياً، ماريان مور عملت في المكتبة العامة بنيويورك، جيم سديك يعمل لصالح وكالة دعاية وإعلان، آرشيبالد ماكليش كان مديراً لإدارة المعلومات والأرقام في أثناء الحرب العالمية الثانية.

الاعتماد على العاطفة الخالصة
ما الذي يصنع كاتباً؟ لعله حدثٌ واحد فقط ـ حدثٌ يقع في وقت مبكر من العمر ويشكّل إحساس الدهشة لدي الكاتب ووعيه بذاته.
وخذ مثلاً حالة جوزيه ساراماجو، أول كاتب باللغة البرتغالية يفوز بجائزة نوبل في الآداب. وهو ابن لأب مزارع وأم لا تقرأ ولا تكتب، تربى في بيت لا توجد فيه كتب، وقد احتاج لنحو أربعين عاماً لينتقل من العمل اليدوي كحدّاد (صانع أقفال) إلى العمل كموظف حكومي إلى أن يصير محرراً في إحدى دور النشر ثم في إحدى الصحف. بلغ الستين قبل أن ينال الاعتراف والتقدير في بلاده وخارجها بروايته بالتازار وبيلموندا.
في طفولته كان يقضي إجازاته مع جديه في قرية اسمها ازينهاجا. حين أصيب جده بالسكتة وأخذوه إلى العاصمة لشبونة ليتلقى العلاج، يتذكر ساراماجو: "ذهب إلى باحة منزله، حيث توجد بضع شجرات، تين وزيتون. وتوجه إلى شجراته واحدة بعد أخرى، يعانقها ويبكي، ويودعها لأنه كان يعلم أنه لن يعود إليها." يقول ساراماجو: "أن ترى هذا، أن تعيش هذا دون أن يترك بصمته عليك لبقية عمرك فأنت إذن بلا مشاعر".
انطلق من عاطفة خالصة. حولّها إلى نثر.

هيا بنا نبدأ
دُعي (الأديب الأمريكي) سنكلير لويس ليحاضر أمام مجموعة من الطلاب حول حرفة الكاتب. وقف على رأس الصف وسأل: "كم من الموجودين هنا لديه رغبة جادة في أن يكون كاتباً؟" وارتفع أمامه بحرٌ من الأيادي المشهرة. وعندئذٍ تساءل لويس: "حسنٌ، لماذا لا تعودون جميعاً إلى بيوتكم لتكتبوا؟" قالها ثم خرج من القاعة.
وهكذا فقد حان الوقت لكي تنهض إلى الكتابة.
ما يلي هو سجلك اليومي ـ كل يوم قد يحتوي كلمات للتشجيع، أو النصح، أو الحكمة، أو مهمة عليك القيام بها من أجل أن تضع كتابك على الورق. إنه ما يتوجب عليك عمله خلال المئة يوم القادمة لتكتب روايتك.

***
اليوم 1
قال إي بي وايت، الكاتب الكبير ومحرر النيويوركر، عند تلقيه الميدالية الوطنية للأدب: "ما أسهل أن تخذل الكاتب شجاعته.. إنني أعجب بأي شخص يملك الجرأة على كتابة أي شيء على الإطلاق".
في يومك الأول هذا لكتابة روايتك، تعهد لنفسك أنك ستنجزها للنهاية. هذا أمرٌ حاسم. فبدون هذا الالتزام، قد يكون من الأفضل أن توفر الأقلام والأوراق. وتذكر أن تكتب كثيراً قدر ما تستطيع. فهذا ما يفعله الكتّاب ـ إنهم يكتبون.

اليوم 2
خصّص وقتاً مُحدداً لتكتب. هذا أمر هام لأنه على مدار فترة كتابة رواية، قد تشعر بفقدان الحماسة والملل والغضب، أو أنك ببساطة قد سئمت الأمر، وحين تبدأ في الشعور بهذا ستكون بحاجة إلى وتيرة مُحددة بوضوح حتى تواصل الكتابة.
أحياناً سيكون عليك أن تغيّر أوقات الكتابة لتعالج متطلبات أخرى في حياتك، ولكن كافح ليكون وقت الكتابة منتظماً قدر ما أمكنك.
ولكن ماذا نقصد بالوقت المحدد؟
على سبيل المثال ساعتان كل صباح ومثلهما في المساء، وثمانٍ ساعات ليومٍ واحد كل نهاية أسبوع. فلتقرّر كم من الوقت ستقضيه في الكتابة أسبوعياً ثم التزم به. كثيرٌ من الروائيين ـ باعتبار ما سيكون ـ يخذلون أنفسهم لمجرد أنهم يضعون جدولاً ثم لا يلتزمون به. كن واقعياً عندما تضع خطتك، ومن ثمّ لا تحد عنها بالمرة.

اليوم 3
في الأسبوع الأول، استقر على القصة التي ستكتبها. لعلك لم تعمل على كل جزئية صغيرة، لكنك اليوم سوف تشرع في معالجة الأمر. لن تسوّف ـ التسويف عدوٌ لك. كان (الرسّام الكبير) ماتيس ينصح تلاميذه قائلاً: "إذا أردت أن تكون رساماً فلتمسك عن الكلام." وقد حان الوقت لكي تتوقف عن مجرد الكلام بشأن كتابة روايتك. ابدأ في التخطيط لها الآن.

اليوم 4
ما نوعية الروايات التي تعجبك؟ ما الذي يجعل عُصارتك تتدفق؟ هل هي لغز جريمة قتل، أم خيال علمي، أم قصة تشويق وإثارة، أم حكاية عاطفية، أم أنها الكتابة الأدبية العامة؟
يَعتبر الكثيرون أن آليس مونرو هي أفضل كاتبة للقصة القصيرة في اللغة الإنجليزية. تبيع كتبها حوالي ثلاثين ألف نسخة سنوياً، وهي من الكاتبات التي يُعجب الأدباء الآخرون بمهاراتها التقنية وصفاء أسلوبها. كما أنها عُرفت بالتركيب المعقد لقصصها. والقصة النموذجية لدى آليس مونرو قد تبدأ في نقطة يعتبرها أغلب الكتاب نهاية مناسبة، ثم تقفز إلى لحظة ما بعد عشر سنوات، ثم تعود من جديد. لكن أهم ما يميّز آليس مونرو ـ التي تعيش في بلدة صغيرة بجنوب كندا ـ هو أن قصصها تدور حول الناس العاديين: أسرارهم، ذكرياتهم حول أحداث عنيفة، أشواقهم الجنسية.
فكّر فيما تكتبه انطلاقاً مما يدور حولك، مما تعرفه وتهتم به.

اليوم 5
بصرف النظر عن نوعية الكتاب الذي قررت كتابته، لا توجد غير قاعدة واحدة مهمة وهي أن تكون قصتك ممتعة للغاية. قد تكون مثيرة، أو مخيفة، أو مرحة، أو حزينة ـ ولكن يجب ألا تُضجر القارئ.

اليوم 6
حلّل وتعلم. اختر رواية مفضلة لديك من النوع الذي ترغب في كتابته وأعد قراءتها، كما لو كانت كتيبا يرشدك كيف تصير مليونيراً. ثم أعد قراءتها مجدداً، وقسّم الكتاب لأقسام صغيرة. أعدّ مخططاً بالحدث وارسمه على صفحة ورق كبيرة، وثبتها بدبوس على جدار غرفة مكتبك.

اليوم 7
رغم عدم وجود قواعد بشأن أفكار القصص، فسوف أقدم لكم تحذيراً صغيراً: تناولوا الأفكار الصغيرة. من أسوأ الأخطاء التي قد يبدأ بها روائي العمل على روايته هو الاستعانة بالأفكار الكبيرة في محاولة للتوصل إلى قصة تختزل العالم كله بداخلها، على اعتقاد أنه كلما كانت الفكرة أكبر كانت أفضل. وهذا ليس صحيحاً. فلتكن فكرة قصتك صغيرة ومركزة. انبش في روحك المبدعة عن قصة صغيرة لها مغزى عميق عندك، فكلنا أبناء في عائلة إنسانية واحدة، وإذا أبدعت قصة ذات مغزى عميق بالنسبة لك فغالباً ما ستكون كذلك بالنسبة للآخرين.

اليوم 8
يمكن للمحاكاة أن تؤدي إلى الأصالة. قم بتمارين (كتابة) قصيرة تحاكي فيها أساليب مختلفة. جرّب عشرة أصوات إلى أن تعثر على الصوت الملائم لك. قلّد اليد الواثقة لمُعلم كبير. ولكن تذكر هذا: فلتكتب اعتماداً على تجربتك أنت. كتب جون براين ـ مؤلف رواية غرفة على السطح: "إذا كان لصوتك أن يُسمع وسط آلاف الأصوات، وإذا كان لاسمك أن يعني شيئاً بين آلاف الأسماء، فسيكون السبب الوحيد هو أنك قدمتَ تجربتك الخاصة صادقاً".

اليوم 9
لا تخشَ أن تكتب مشاهد أو أجزاء لا تقود إلى أي مكان، ولا تستبعدها لهذا السبب. اتبع نصيحة الكاتبة جوان ديديون. إنها تثبتها بالدبابيس على لوحة، عازمة على الاستعانة بها فيما بعد. تقول إنها وفي مستهل عملها على رواية "كتاب الصلاة المشتركة"، كتبتْ مشهداً لشخصية شارلوت دوجلاس تذهب فيه إلى المطار. وقد أحبت المشهد الذي لم يزد عن بضع صفحات من النثر، غير أنها لم تستطع أن تجد له موضعاً ملائماً. تقول: "كلما اخترتُ له موضعاً أجده يعيق تقدم السرد؛ وكان يبدو خطأً في كل موضع، غير أنني صمّمت على الاستعانة به." وأخيراً وجدت له بقعةً مناسبة في منتصف الكتاب. "أحيانا يمكنك أن تفلت من المأزق في منتصف الكتاب".

اليوم 10
قبل أن نفرغ من مسألة العثور على قصتك، دعني أفند لك كليشيه آخر بخصوص كتابة الرواية، وهو: اكتب فقط عن شيء تعرفه.
لا بّد وأنك سمعت هذا من قبل، وهو كلام فارغ. فمثلا توم كلانسي لم يكن أبداً ضابطاً على غواصة قبل أن يكتب "البحث عن أكتوبر الأحمر". ومن المضمون أن نراهن على أن ريتشارد باش لم يكن نورساً حتى يكتب النورس جوناثان ليفينجسنون.
وبدلاً من أن تكتب عمّا تعرفه يمكنك أن تكتب عمّا تحبه. لا يهم ما هو هذا الشيء، المهم أن تحبه. على سبيل المثال، كان آرثر جولدن، مؤلف رواية مذكرات فتاة جيشا، قد عاش في اليابان وعمل لحساب مجلة تصدر باللغة الإنجليزية في طوكيو حين أتته فكرة كتابه سنة 1982، وفي عام 1986، وبعد أن نال إجازته في الكتابة الإبداعية من جامعة بوسطن، بدأ بعمل أبحاثه حول حياة فتيات الجيشا واكتشف بداخلها "ثقافة فرعية لها قوانينها الغريبة". اقتضى منه الأمر عشر سنوات والعديد من المسودات قبل أن يبيع الكتاب إلى دار آلفريد آ. نوبف مقابل 250000 دولاراً أمريكياً.

اليوم 11
ما لم تكن مُلماً بروايتك ذاتها، فلتبدأ بالكتابة عمّا تعرفه منها، شيئاً حول المكان أو شخصيات الكتاب. فمن الأسهل كثيراً أن تبدأ العمل على كتابك إذا كنت تكتب عن أشخاص وأماكن وأشياء أنت مُطلع عليها مُسبقاً.

اليوم 12
اختر شخصياتك أولاً، ذلك أن اختيارها أصعب من اختيار إحدى القصص.
عند الكتابة، قد تتغير الحبكة وقد لا تتغير، ولكن الشخصيات سوف تنمو وتكتسب حياتها الخاصة. وإذ تنمو شخصياتك ستتخذ سمات وطبيعة مميزة لها، وكما تعرف أصدقائك المقربين ستعرف أيضاً ما يمكن أن تفعله إحدى الشخصيات في موقف محدد وما لا يمكن أن تفعله.
يقول كاتب روايات الألغاز أوكلاي هال أن على أي كاتب "أن يُنصت لمتطلبات شخصياته، فحين تنبعث إلى الحياة قد تصر على مصيرٍ ما غير ذلك الذي أُعطي لها."

اليوم 13
جهز رزمة من بطاقات الورق المقوى، مقاس 5 × 7، واكتب اسم كل شخصية أعلى البطاقات. ثم فكر في الدور الذي ستعلبه كل شخصية في قصتك، وما طبيعة هذا الشخص: السن، التعليم، محل الميلاد، وما إذا كان انفعالياً، مرحاً، بديناً، قبيحاً. ما هي سماته الغريبة؟ هل يغسل يديه 500 مرة يومياً؟ هل يسمع أصواتاً في رأسه؟ هل كان من نوعية الأطفال الذين يحبون تعذيب القطط؟ اكتب هذا كله، اكتب كثيراً حتى تتوصل في نهاية الأمر إلى معرفة تلك الشخصيات معرفة حميمة. كان آلفريد هيتشكوك يكتب مشاهدة على بطاقات الورق المقوى، كل مشهد على بطاقة. وكان يقول إنه بهذه الطريقة عندما يحين وقت تصوير الفيلم يكون قد صوّره مسبقاً.
ستكون بعض الشخصيات رئيسية، تدور القصة حولهم؛ وآخرون سيلعبون أدواراً ثانوية، ولكن لا غنى عنهم أيضاً، بما أنه لا بدّ من سبب لوجود كل لاعب في اللعبة. إن كان وجودهم في روايتك بلا سبب فسوف يبطئ من تقدم القصة، والبطء يجلب الملل للقارئ.

اليوم 14
تتم كتابة أغلب الروايات وفقاً لصيغة جاهزة مسبقاً، وخاصةً تلك التي تحقق أفضل المبيعات. على سبيل المثال، جون بالدوين، المؤلف المشارك في رواية الطاعون الحادي عشر: رواية رعب طبي، وضع صيغة بسيطة استعان بها لبناء روايته.
وصيغته المكونة من عشر خطوات هي:
1- البطل خبير [متخصص في مجالٍ ما].
2- الشرير خبير [متخصص في مجالٍ ما].
3- لا بدّ أن نرى كل النذالة والخسة فوق كتف الشرير.
4- البطل يقف وراءه فريق من الخبراء في مجالات متنوعة.
5- شخصان أو أكثر من فريقه لا بد أن يطوّروا علاقة حب.
6- شخصان أو أكثر من فريقه لا بد أن يموتوا.
7- لا بدّ أن يحوّل الشرير اهتمامه من هدفه الأصلي إلى الفريق نفسه.
8- لا بدّ أن يظل البطل الخيّر والشرير على قيد الحياة ليتمكنا من الدخول في معركة في التتمة.
9- لا بدّ من تقديم حالات الموت من وجهة نظر فردية ثم الانطلاق للمجموعة: أي، إياك والقول إن القنبلة انفجرت وصُرع عدد 15 ألف شخص. ابدأ بـ "كان جيمي وسوزي يتنزهان في الحديقة العامة مع جدتهما عندما انشقت الأرض".
10- إذا عجزت عن التقدم في قصتك، ما عليك إلا أن تقتل شخصاً ما.
هناك المزيد حول الصيغة الجاهزة. حين بدأ إرنست هيمنجواي عمله كمراسل صحفي شاب لجريدة كانساس سيتي ستار، تم تسليمه صفحة بتعليمات الأسلوب عليها أربعة قواعد محددة، وهي:
• استخدم جملاً قصيرة.
• استخدم فقرات قصيرة.
• استخدم لغة حيوية.
• استخدم صيغ الإثبات، لا النفي أبداً.
وعند سؤال هيمنجواي بعدها بسنوات عن تلك القواعد قال: "كانت تلك هي أفضل قواعد تعلمتها على الإطلاق في مجال الكتابة. ولم أنسها بالمرة. ولا يوجد أحد يمتلك أدنى الموهبة، ويشعر ويكتب بصدق عما يحاول أن يقوله، يمكنه أن يخفق في كتابته إذا ما التزم بتلك القواعد".


منقول عن - شبكة الجسور الإعلامية -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق