في السجن وبين جدرانه الصخرية الباردة ، وضع كتابه الذي من خلاله نستطيع قراءة شخصية هذا المستبد الطاغية ، إذ كان في طفولته نموذجاً لليتم بعد وفاة والديه ، وعاش كالحكام هارباً من واقعه إلى دنيا الخيال ، متناسياً الفقر والجوع والعري والتسول والضياع .. بيد أن الظروف شاءت أن تضعه على رأس حزب العمال الألماني .. فسحر الجماهير بخطبه الرنانة ، ومناداته بالحفاظ على السلالة الألمانية الصلية ، وتخليص الوطن من قيود معاهدة ( فرساي ) المذلة .
إنه ( ادولف هتلر ) ذلك الرجل الغريب الأطوار الذي اشعل الحروب وخلف ملايين القتلى بشكل لم تعرفه البشرية من قبل ، وعندما فقد الأمل في الإنتصار إنتحر هو وعشيقته .
لقد كان كتاب ( كفاحي ) بمثابة الكذبة الكبرى التي آمن بها هتلر .. وبرغم ترجمته إلى معظم لغات العالم .. لم تتناوله الأقلام كثيراً بالتحليل والتشريح ، وهو ما دفع الكاتب الأستاذ - فريد الفالوجي - لقراءة الكتاب قراءة جديدة .. فأضفى عليه بأسلوبه العذب المزيد من المعالجة والتوضيح ، والتشويق أيضاَ .. من منشورات دار الكتاب العربي .. دمشق - القاهرة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق